الزرعوني يجتمع مع منظمتي التجارة العالمية والعمل الدولية في جنيف لبحث سبل التعاون المستقبلي

الزرعوني يجتمع مع منظمتي التجارة العالمية والعمل الدولية في جنيف لبحث سبل التعاون المستقبلي

الزرعوني: “تحرص المنظمة العالمية للمناطق الحرة على تعزيز آفاق التعاون المتبادل مع المنظمات الدولية”

9 فبراير 2023، دبي، الإمارات العربية المتحدة: قام سعادة الدكتور محمد الزرعوني، رئيس المنظمة العالمية للمناطق الحرة، بزيارة رسمية لمنظمة التجارة العالمية ومنظمة العمل الدولية بمدينة جنيف السويسرية، وذلك بهدف بحث سبل التعاون المستقبلي المشترك، وتأكيد الدعم المحوري الذي تلعبه المناطق الحرة والشركات العاملة فيها بدفع عجلة نمو الاقتصاد العالمي، وإنعاش سلاسل التوريد والتجارة العالمية.

وبهذا الصدد، قال سعادة الدكتور محمد الزرعوني، رئيس المنظمة العالمية للمناطق الحرة: “تحرص المنظمة على تعزيز آفاق التعاون المتبادل مع المنظمات الدولية، بما يسهم في تحقيق المستهدفات الاقتصادية للمناطق الحرة على مستوى العالم، والارتقاء بالقطاعات الاقتصادية على مختلف الأصعدة الوطنية والإقليمية والعالمية. يأتي ذلك إدراكاً من المنظمة بأن مواجهة التحديات العالمية والتقلبات الاقتصادية يمكن تحقيقه بفاعلية وكفاءة أكثر من خلال التعاون المثمر بين المناطق الحرة التي يتجاوز عددها 3 آلاف حول العالم، وذلك بما يسهم في إنعاش سلاسل التوريد والتجارة العالمية، ودعم النمو الاقتصادي والتنمية المجتمعية”.

وأضاف سعادته: “توفر المناطق الحرة في العالم أكثر من 80 مليون فرصة عمل، لذلك لابدّ من تمكين مختلف آليات التعاون المشترك بين المناطق الحرة والهيئات الحكومية والمنظمات الدولية لاستقطاب المزيد من المواهب والكفاءات وخفض نسب البطالة العالمية، وذلك من خلال تسهيل إجراءات التوظيف وضمان حقوق الموظفين والعاملين. ونحرص على تشجيع الحوار البناء وتعزيز فرص التعاون مع كافة الجهات لدعم أهداف المنظمة، التي تضم اليوم أكثر من 1550 عضواً من 140 دولة، من خلال تحقيق النمو والازدهار على مستوى الاقتصاد العالمي بالاستناد على نموذج المنطقة الحرة”.

منظمة التجارة العالمية

التقى الدكتور محمد الزرعوني مع السيدة بنجوزي أوكونجو إيويالا، المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، وأثمر اللقاء عن تشكيل “فريق عمل للسياسات” لوضع استراتيجية وخطة عمل بالاستناد على الركائز الرئيسية للمناطق الحرة وشركاتها، بما فيها تحديد حلول لمواجهة تداعيات الأزمة الصحية على قطاعات التصدير الرئيسية، خاصةً على الشركات الصغيرة والمتوسطة، والعمل على زيادة التدفقات التجارية من خلال تطبيق السياسات والإجراءات المناسبة فيما يتعلق بالحركة التجارية بين الدول. وسيركز الفريق على تعزيز البنية التحتية للمواصلات، وتطوير خرائط طريق من شأنها تحسين قدرات النقل والخدمات اللوجستية وإدارة المخاطر. وتضمنت الركائز أيضاً، إدارة القيود التجارية وسلاسل التوريد التقليدية والرقمية، بما ينسجم مع تدابير السلامة والأمان. 

وسلط الاجتماع الضوء على الاستثمارات اللوجستية وتمويل الفرص التجارية التي تساهم في حركة الانتعاش الاقتصادي ومواجهة تحديات تغير المناخ، فضلاً عن تعزيز سلسلة القيمة العالمية التي تلبي احتياجات مختلف القطاعات، بما فيها الزراعة ومعالجة الأغذية والصحة وصناعة الأدوية والنظافة وأمن المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات. كما بحث الاجتماع سبل الاستفادة من القنوات الرقمية وأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لضمان قدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة على مواصلة العمل وفق أعلى مستويات الكفاءة.

وأكد الدكتور الزرعوني بأن المنظمة العالمية للمناطق الحرة بحوار دائم مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لطرح آليات تطبيق نموذج المناطق الحرة الآمنة. ويهدف النموذج إلى ضمان استخدام هذه الآليات في التجارة النزيهة، واحترام حقوق الملكية الفكرية، وتجنب العديد من الممارسات غير المشروعة مثل غسيل الأموال والتهريب.

وفي هذا الإطار، قال الزرعوني: “ستعمل المنظمة العالمية للمناطق الحرة ومنظمة التجارة العالمية على إيجاد حلول فعالة لمواجهة التحديات التي تواجه القطاع التجاري والشركات، بما يضمن تحديد المستهدفات الاستراتيجية وتوفير حركة تجارية سلسة وعابرة للحدود، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على عملية التنمية والازدهار”.

فرص عمل وجذب للمواهب

كما اجتمع سعادة الدكتور الزرعوني مع جيلبرت هونجبو، المدير العام لمنظمة العمل الدولية، لبحث سبل التعاون المشترك ومناقشة التحديات التي تواجه أسواق العمل، بما يضمن الاتفاق على خطة عمل استراتيجية تتيح للمناطق الحرة توفير وظائف جديدة وتطوير مهارات تنافسية للتقليل من نسب البطالة العالمية ونتائجها السلبية.  

وأكد سعادته على التزام المنظمة العالمية للمناطق الحرة في ضمان ترويج أفضل الممارسات والمعايير للعمل في المناطق الحرة وشركاتها، وذلك لتدارك التحديات المختلفة التي قد تؤثر على وتيرة نموها، الأمر الذي يجعل الأدوات التي طورتها المنظمة مثل مؤشر ازدهار وبرنامج المنطقة الحرة المستقبلية من أكثر الحلول استشرافاً وتعزيزاً لجاهزية الأعضاء والشركاء للمستقبل.

واتفق الطرفان على تشكيل فريق حوار مشترك يهدف إلى وضع آليات لاستقطاب المواهب وتنميتها في المناطق الحرة والشركات التي تعمل فيها ضمن مجالات الصناعة التكنولوجيا الفائقة والزراعة والخدمات اللوجستية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والسلامة والأمن. وسيركز الفريق على تقديم خدمات الدعم الفني اللازم بالاشتراك مع الحكومات في بعض الدول، لضمان مواكبة حقوق ولوائح العمل لأحدث المتغيرات، بما فيها قواعد وقوانين منظمة العمل الدولية، وذلك من خلال التركيز على التوجهات الجديدة في سوق العمل مثل العمل عن بعد والتعلم الإلكتروني وريادة الأعمال والتوازن بين الجنسين وتمكين المرأة وتكافؤ الفرص.

وسيعمل الفريق على تشجيع وتمكين المناطق الحرة والشركات العاملة فيها من تحديد فجوات المهارات وإعادة تأهيل القوى العاملة لتلبية احتياجات أسواق العمل المستقبلية مثل التجارة الإلكترونية، والتحول الرقمي، وخدمة العملاء، والنقل والخدمات اللوجستية، والذكاء الاصطناعي. وسيعمل الفريق المشترك على إطلاق مجموعة من البرامج والدورات بهدف تعزيز مؤهلات الموظفين مثل “دبلوم الإدارة عبر الإنترنت” وبرنامج “بناء القدرات للشركات الصغيرة والمتوسطة في المناطق الحرة”.

قيادة مرحلة جديدة في تمكين المناطق الحرة العالمية

وتهدف المنظمة العالمية للمناطق الحرة من خلال تعاونها مع المنظمات العالمية إلى تسليط الضوء على برامجها والتوعية بأهدافها، والتي تشتمل تعزيز المفهوم الشامل لمؤشر “ازدهار” للمناطق الحرة، والذي يهدف إلى تشجيع المناطق الحرة على اعتماد الممارسات المستدامة والصديقة للبيئة. وستعمل المنظمة على تعزيز السلامة والأمن في المناطق الحرة من خلال “برنامج شهادة المنطقة الآمنة”، والذي يعكس أفضل الممارسات في مكافحة التجارة غير المشروعة وغسيل الأموال والاتجار بالبشر.

ويتمحور تركيز المنظمة أيضاً حول تطوير نهج التحول الرقمي ومهارات الموظفين لتمكينهم من تبني الحلول الرقمية في عملياتهم التجارية، وخدمة الشركات لإدارة أعمالها عن بُعد من خلال “برنامج شهادة المنطقة الرقمية” الذي صممته منظمة المنطقة الحرة العالمية بالتعاون مع شركة استشارات الدولية. ومن خلال “برنامج شهادة المنطقة الخضراء”، تدعو المنظمة المناطق الحرة إلى تلبية المعايير البيئية والمستدامة، حيث تم تصميم البرنامج لتحسين وتقليل الانبعاثات الكربونية لعمليات النقل وإدارة النفايات.

وستقدم أكاديمية المنظمة العالمية للمناطق الحرة بالتعاون مع المنظمات الدولية مجموعة من الدورات والأبحاث والأدوات التعليمية تحت إشراف نخبة عالمية من الأكاديميين والخبراء. وتهدف الأكاديمية الرقمية لتوفير قيمة مضافة للراغبين بتحسين مهاراتهم الوظيفية. وتضم أبرز برامج الأكاديمية “برنامج تطوير القادة” الذي يركز على تمكين وإعداد القيادات في إدارة الاستيراد والتصدير والتجارة العالمية.

Share