اللاعبون الشباب على مستوى العالم يتجهون نحو عالم “ميتافيرس”

اللاعبون الشباب على مستوى العالم يتجهون نحو عالم “ميتافيرس”

يُظهر بحث جديد أجرته شركة بين أند كومباني أن اللاعبين الشباب يقضون وقتًا أطول وينفقون أموالًا أكثر في عالم ميتافيرس، وهو ما يمهد الطريق لمستقبل الرفاهية

دبي، الإمارات العربية المتحدة، -1 سبتمبر 2022: تشير دراسة أجرتها بين أند كومباني أن ألعاب الفيديو أصبحت الخيار الأول للترفيه بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة، وتتقدم على وسائل التواصل الاجتماعي، والتلفزيون، والموسيقى أو أي شكل آخر من وسائل الإعلام. ويقضي هؤلاء الشباب أغلب وقتهم في عالم “ميتافيرس” أكثر من الفئة العمرية الأكبر سنًا، كما توجد توقعات بزيادة الوقت الذي يقضونه التي في تلك العوالم في المستقل .  

وفي سياق متصل صرح أندريه جيمس، الرئيس الدولي لوسائل الإعلام والترفيه في بين أند كومباني، قائلًا: “تتفاوت الآراء حول التعريف الدقيق لعالم ميتافيرس بين مجتمع الأعمال، والطريقة التي سيحول بها التجارة والحياة في عالم يجتمع فيه العالمين المادي والرقمي”. كما أردف قائلًا: “تولت فئة الشباب دورًا أساسيًا في التمهيد لمستقبل ميتافيرس، وذلك من خلال مشاركتهم في عالم الألعاب الإلكترونية الافتراضي والذي يعتمد بشكل كامل على مفهوم ميتافيرس، وأصبح العديد من الشباب يفضلون التفاعل والتواصل مع أقرانهم من خلال الألعاب أكثر من التواصل بشكل مباشر. ونشهد اليوم استخدامًا متزايدًا لبيئة الواقع الافتراضي في مختلف مناحي الحياة، ما يؤكد أن الأشخاص الذين لا يتفاعلون حاليًا مع ميتافيرس، من المتوقع انخراطهم في هذا العالم الجديد في المستقبل”.

قال سامر بحصلي، الشريك في شركة بين أند كومباني الشرق الأوسط: “نشهد في عالمنا الحالي تقاربًا كبيرًا بين العالم الرقمي والعالم الحقيقي في ظل توجه العديد من المستخدمين والشركات إلى أساليب جديدة كليًا تعتمد على التقنية الافتراضية. وقد استقطب عالم ميتافيرس العديد من اللاعبين الشباب الذين يبحثون عن تجربة غامرة، ما يسمح لهم بالتواصل الاجتماعي من ناحية ويفتح لهم آفاقًا واسعة للإبداع من ناحية أخرى”. كما أردف قائلًا: “أكدت الدراسة عن تفضيل نصف اللاعبين الشباب قضاء الوقت افتراضيًا مع أصدقائهم في الألعاب بدلًا من الاجتماع ومقابلتهم شخصيًا”.

وأضاف: “حظيت المساحة الافتراضية باهتمام اللاعبين الشباب وحكومات الدول على المستوى العالمي على حد سواء، لذلك أقدمت العديد من الدول المتطورة تكنولوجيًا مثل دبي، بطرح استراتيجية مؤخرًا لرسم ملامح المتغيرات التكنولوجية الرئيسية في قطاع الميتافيرس، لرصد كل تطورات الاقتصاد الرقمي واتخاذ الإجراءات والقرارات السريعة، وفي مقدمتها فتح أسواق وخلق فرص استثمارية جديدة، من خلال رفع المساهمة الإجمالية لقطاعات الميتافيرس إلى 4 مليارات دولار في اقتصاد الإمارة بحلول العام 2030″.

أدى ظهور نماذج الدفع الجديدة، مثل الاشتراكات الشهرية في مكتبات الألعاب، والاتجاه نحو الألعاب “المجانية” إلى تحسين متوسط الإيرادات لكل مستخدم. ومن المرجح أن يتسارع هذا الاتجاه بحيث تصبح ألعاب الفيديو أساسًا لتجارب ترفيهية مدفوعة. ومع ذلك، ستحتاج الشركات التي تعتمد على مفهوم الميتافيرس إلى تلبية تفضيلات التركيبة السكانية المختلفة. فعلى سبيل المثال، أكد 56% من اللاعبين الشباب الأصغر سنًا عن راحتهم بالدفع لإضافة ميزات جديدة تحسن أداءهم في اللعبة، في حين أن العديد من اللاعبين الأكبر سنًا لم يؤكدوا على ذلك. وقد وجد بحث شركة بين أند كومباني أيضاً أن اللاعبين الأصغر سنًا يفضلون الألعاب التفاعلية عبر الإنترنت للتنافس مع الأصدقاء والعائلة والغرباء، مقارنة باللاعبين البالغين الذين يميلون إلى اللعب من أجل المتعة فقط ويمكنهم اللعب بمفردهم.

يتماشى الاهتمام المتزايد بميتافيرس مع تفضيلات اللاعبين الصغار داخل وخارج الألعاب، إذ أكد نحو نصف اللاعبين الأصغر سنًا أنهم يفضلون حضور الفعاليات المدرسية افتراضيًا، وقال نصفهم أنهم يفضلون اللعب مع أصدقائهم عبر الإنترنت بدلًا من اللعب بشكل مباشر. هذا وتضع التجارب الاجتماعية في مساحات الألعاب الأساس للأنشطة الأخرى عبر الإنترنت، مثل الحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية وغيرها من جوانب الحياة، بما في ذلك العمل والتجارة. من المتوقع تزايد الطلب على تجارب المجتمع كمحفز لمفهوم ميتافيرس بشكل أوسع.

تشير أبحاث شركة بين أند كومباني إلى أنه على الرغم من وجود بعض الاختلافات بين دوافع وتفضيلات اللاعبين الأصغر سنًا على مستوى المناطق الجغرافية، فإن أوجه التشابه تتزايد، ما يؤدي إلى توفّر مزيد من الفرص للنجاح العالمي. ومن أجل تحقيق أقصى استفادة ممكنة، سيحتاج المطورون والناشرون إلى مواصلة الاستماع إلى تفضيلات اللاعبين الشباب. وستهيمن الألعاب التي يمكن أن يتسع نطاقها ويكون لها عالم ومجتمع خارج لعبة الفيديو.

يشكل الاندماج والاستحواذ الذي حدد النصف الأول من عام 2022 في صناعة الألعاب نقطة البداية. وتشير الخبرة المكتسبة من الصناعات الإعلامية الأخرى إلى احتمال حدوث المزيد من الدمج.

كما يتنافس مطورو الألعاب مع الشركات التكنولوجية الأخرى للحصول على أفضل المواهب، لكن بحث بين أند كومباني  للرواتب يوضح أن شركات الألعاب تدفع أجورًا أقل من الشركات المنافسة. ولتقديم محتوى ميتافيرس عالي المستوى الذي يتوق إليه اللاعبون الأصغر سنًا، ستحتاج شركات الألعاب إلى مواءمة استراتيجيات المواهب حتى تتمكن من جذب الأشخاص المناسبين واستبقائهم. وسنرى ذلك من خلال التعويضات والمزايا التقليدية التي تفوق السوق، بالإضافة إلى توفير فرص للعمل في شركات أكثر افتراضية وأقل هرمية وأكثر رشاقة ومرونة.

Share